|
||||||||||||||||||||
|
الأدوات ، الوقت
كانت الساعة الشمسية تحدد مواقيت الصلاة، كان ، كان ظل شاخص المزولة يقطع أحد منحنياتها، فيمكن للمؤذن حينها أن ينادي للصلاة. كان يعلم كم بقى من وقت على غروب الشمس وكم بقى من وقت على طلوعها. دوني سافوا.
تُسمى هذه المزولة الشمسية العمودية بـ "المائلة" لأنها ليست متجهة إلى الجنوب الشرقي. يتطلب استعمالها التعمق في الرياضيات وعلم الفلك. كان حد الشاخص العمودي للمزولة هو الذي يحدد الوقت. دوني سافوا.
وفاءً للتقاليد العربية العريقة والثرية فيما يتعلق بالمزاول الشمسية، فإن هذه المزولة تحدد الوقت والاعتدالين والانقلابين ومواقيت الصلاة وأيضا توقيت طلوع الشمس وغروبها. قبل التطور الذي عرفته الساعات الميكانيكية، كان المؤذنون يعتمدون على المزاول الشمسية الموجودة في المساجد، لمعرفة التوقيت الدقيق للصلوات الخمس المفروضة في القرآن : الصبح، الظهر، العصر، المغرب والعشاء.
إن هذه الساعة المائية التي اكتشفت في معبد الكرنك، هي بالتأكيد أقدم ساعة في العالم. يرجع تاريخها إلى عهد الفرعون أمنحتب الثالث (الأسرة 18: 1386-1349 قبل الميلاد). هي عبارة عن حوض من المرمر كان ُيملأ عند غروب الشمس ماءً حتى حافته، كان الماء يتسرب تدريجيا عبر فتحة صغيرة في قاع الإناء. على جداره الداخلي يوجد 12 عمودا يتكونون من 11 دائرة صغيرة ، كل عمود يمثل شهرا من شهور السنة. عندما يتسرب الماء ينخفض مستواه، تمثل المسافة الفاصلة بين دائرتين ساعة منقضية.يعود اختراع الساعة المائية إلى بدايات الأسرة 18، أثناء حكم أمنحتب الأول (1551-1524 قبل الميلاد). ثم توجب انقضاء ما يقارب الألف عام حتى اختُرِعَت ساعةٌ مائيةٌ قادرة على إعطائنا قياسا أكثر دقة للوقت.
كانت ساعة الفيل تحدد الساعات المتساوية. يجلس سائس الفيل على رأسه ، ممسكا بيده اليسرى حربة وباليمنى مطرقة. يحمل الفيل على ظهره قبة يعلوها برج على قمته يوجد طائر. للبرج شرفة صغيرة يجلس فيها رجل آلي. الشخص الثالث هو كاتب يجلس تحت القبة. تصطف فوق القبة خمسة عشر فتحة لا تظهرها الصورة، حجم كل فتحة منها مثل الدرهم المتوسط. في بداية اليوم، يضع الكاتب القصبة التي في يده موجها طرف بوصته خارج أقسام القطاع وعلى يسارها، ثم يقوم بتحريكها نحو اليمين في حركة بطيئة ومنتظمة، تمر نصف ساعة حتى تمر ذراع الآلي بكل أقسام القطاع. ثم يرجع إلى نقطة الانطلاق في هذه اللحظة يقوم الطائر الموجود على قمة القبة بالتصفير ثم يقوم بالدوران حول نفسه، ثم تضئ أول الفتحات ويرفع الجالس في الشرفة ذراعه اليسرى ويخفض اليمنى ليبدو بهذه الحركة وكأنه يقوم بتحرير يحرر طير العقاب. ينحني العقاب إلى الأمام ويسقط من فيه وفي حلق التنين مباشرة كرة معدنية. يحدث وزن هذه الكرة خللا في توازن جسم التنين فيتأرجح ببطء حتى يصل إلى الإناء الذي تقع وتختفي الكرة فيه. تستمر حركة الكرة إلى أن تقع في النهاية فوق صنج فتدق الساعة. في هذه الأثناء يدق السائس على رأس القيل بيده اليمنى ثم بيده اليسرى ثم يرجع إلى وضع السكون. وتعود كل الآلات ذاتية الحركة إلى حال السكون. إلا أن الكاتب يعاود تحريك ذراعه أمام القطاع المقسم. عند انقضاء نصف الساعة الثاني يرتفع الذراع الأيمن للشخص و ينزل ذراعه الأيسر الذي كان باقيا مرفوعا. يقوم عُقاب اليمين بإسقاط كرة المعدن في حلق التنين الذي يقابله والذي ينحني بدوره و يتكرر المشهد مرة أخرى. نتعرف على تحسب الساعات عن طريق حساب عدد الكرات الموجودة في الصنج (تمثل كل كرتان ساعة من الزمن) عندما تمر أربع و عشرون ساعة يعاد وضع الكرات في برج الساعة و يمل خزان الساعة المائية ماءً وتبدأ دورتها جديدة. كانت آلات ذاتية الحركة، من مختلف الأشكال تحدد في ساعات الجزري (6هـ/12م) مرور الساعات . كان الميل في الدواوين الأميرية إلى الأساليب الميكانيكية شديدا، فقد كانوا دائمي السعي وراء النوادر وعجائب الأمور. تكونت المدرسة العربية في " الحيل الميكانيكية" ابتداء من القرن 3هـ /9م: وقد نقلت أعمال المدرسة السكندرية و ابتكرت وجددت و طورت و بصفة خاصة الساعات المائية و الآلات ذاتية الحركة بعوامات أو ذات حركات منقولة بسلاسل أو أحبال. سيستند العلم القروسطي الغربي على هذه الأعمال للعلماء العرب الذين انتشرت مأثورهم عبر صقلية وأسبانيا.
|
|
||||||||||||||||||
|
|