التشريح كانت كتب جالينوس هي المرجع الأساسي للأطباء العرب في علم التشريح، وقد قاموا بإضافة تعاليم أخرى إليها لتوضيح وشرح بعض الحالات الغامضة . إن الوصف الدقيق الذي تضمنته كتبهم و من بينها مؤلفات ابن النفيس، للأعضاء يشهد على حيوية وتميز ملاحظاتهم في مجال التشريح. كان يتم تقديم الجسد عموما في الكتب الطبية، على أنه تركيبة من أربعة عناصر : التراب و الماء، النار و الهواء. عنصران ثقيلان وعنصران خفيفان على غرار العناصر التي تدخل في تركيبة الكون. كان علم التشريح يصف أجزاء الجسم: التراب كان غالبا بالنسبة للعظام و التراب والماء للأعضاء على أنه كان هناك القليل من كل عنصر في جميع الأعضاء. كان الجسد مغمورا بسوائل كانت تسمى الأمزجة .
حاول ابن سينا أن يستبق الأمور بالتعرف على تفاعل الدواء مع عناصر الجسم ، بدراسة تغيرات المفعول بحسب الجرعة وتطور التأثيرات. وقد حاول جاهدا أن يكيف "قوة" الدواء أو العلاج مع "قوة" الداء. فقد أكد على أهمية الملاحظات المباشرة لجسم الإنسان " لأن التجربة على الحيوان قد تُستنتج منها أفكار خاطئة. لا شيء يشير بشكل قاطع في النصوص إلى أنها تمت ممارسة عمليات تشريح لجثث آدمية لدراسة تشريح جسم الإنسان. لا يبدو أن هذه الممارسة قد منعت بشكل صريح إلا أنها قد تكون مورست قليلا وخفية. مع هذا فإن كلمة التشريح قد استعملت للإنسان كما للحيوان والأمر مغاير لما يوجد بالفرنسية حيث تستعمل كلمة autopsie للإنسان وكلمة dissection للحيوان. يمكن أن تشريح الحيوان قد حل محل تشريح البشر وهو ما قد يفسر غرابة بعض اللوحات التشريحية حينما بدأ ظهورها (المتأخر) في المخطوطات. آن ماري مولان.
|
||||||||
|
||||||||
لقد ظهرت صحة نظرية ابن النفيس عن الدورة الدموية الصغرى . لكي يؤلف هذا الكتاب ، لا بد و أن ابن النفيس قد استعان بكتب قديمة في التشريح خاصة كتاب الطب المنصوري للرازي الطبيب الفارسي.
|
||||||||
|
|